رعب ليلة الكرنكعوه ..
أنها ليلية المنتصف .... فيها الفرح والمرح .. الأمهات تقوم بطهو( الهريس ) بهذه
المناسبة .. وهو طبق تقليدي ... ويوزيع على الجيران .. والكرنكعوه خليط من
المكسرات المتنوعة مع الحلويات والملبس.... الخ ..
والفتيان يلبسون الملابس البيضاء و عليه الصدري أو البشت ، والفتيايات يلبسن
أثواب تقليدية .. ثوب النشل أو البخنق .. ولبس الذهب مثل الهلالي أو الطاسه بعض
منهم ذهب حقيقي ويستعيض عنها بأكسسوارات تشبه الذهب ..
تبدأ مسيرتهم بعد صلاة التراويح ... يتجمع أطفال الحي الواحد في مجموعة واحدة
وينطلقون من بيت إلى آخر ....
////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
قالت السيدة ميثه لأولادها : (حمد ، ريم ) أياكم و الذهاب لذلك البيت !!
سألتها الصغيرة ريم : أي بيت أمي ؟؟؟ !!!
ردت الولدة : البيت الرمادي الذي حوله حجاره على شكل نصف دائرة .. وهو بعيد
عن باقي المنازل وليس فيه أو حوله ضوء ..
قال حمد : أنا عرفته أمي وأن شاء الله لن نذهب ... كلمة رجل .. أبتسمت أمه .
الكل كان يحذر أبنه أو ابنته من هذا المنزل !!!!!!
كرنكعوه كركاعوه .... لقد جاؤا اصدقائكم .. خرجت الأم ومعها سلة كبيرة ، غرفت
منها لتضع في كل كيس قصعة من الكرنكعوه .. ، وخرجوا كلهم ...
قالت السيدة ميثة : أنتبهوا على أنفسكم من السيارات ...
صرخوا جميعهم بصوت واحد ( ان شاء الله ) .
قال أكبرهم ( حسن ) : أنا سأجمع أكثر منكم ... قاطعه ( أحمد ) لا أنا ، ضحك
( عبدالله ) لا أنا سأملأ كيسي قبلكم .. ولم يسكتن الصغيرات فلهن نصيب في
الجدال .. وصلوا إلى البيت التالي دخلوا وهم يغنون كرنكعوه ......... إلى آخر
الأنشودة .. لفوا على البيوت كلها حتى وصلوا للحي الثاني .. وأكياسهم ممتلئة .. وقد
أخذوا معهم اخرى أحطياطية .. .... سأل ( أحمد ) ماذا سنفعل ؟؟؟؟ أنها ثقيلة ،
أجابه ( لا أحد يأتي هنا المكان آمن لذا سنرك أكياسنا وعند العودة نأخذها ) ..
أصبحت الأكياس الثانية شبه ممتلأة ..
قال ( حمد ) : هذا آخر بيت ، لنعد لبيوتينا الآن .. كانت أخته متعلقة بذراعه تقاوم
النعاس ...
قال ( حسن ) : لا .. هناك بيت أخير في آخر الشارع !!!!!
قالوا كلهم : أتقصد البيت الرمادي ؟؟؟؟؟ !!!!!!
أجابهم ( حسن ) .... نعم هو !!!
ردوا عليه .. كلا أنه بيت مهجور و ..... قاطعهم قائلاً : أنتم جبناء . ..
قال ( عبد الله ) : لسنا جبناء وسوف نذهب معك ..
ضحك ( حسن ) لنتصاره ... لكن ( حمد ) رفض مرافقتهم ، سأله ( حسن ) لماذا ؟؟
لأني أعطيت كلمة لوالدتي بأن لا أقرب هذا البيت .... سخر منه قائلاً : أنت حقاً
جبان .. لا لست كذلك فالرجل عند كلمته ثم أني مسؤول عن أختي
.. إلى اللقاء أخذ طريق العودة .. أما البقيةواصلوا سيرهم لذلك المنزل ...!!!!!
قال ( أحمد ) ألا تلاحظون أصبح الظلام أكثر كلما خطونا نحوه ؟؟؟ !!!
أجاب ( حسن ) : نعم ... أنظروا البيت ؟!!! ( أقشعر بدن الجميع وتوقفوا ) !!!!!
قال ( عبد الله ) : هيا ( حسن ) أدخل ، أنت الكابتن .
رد ( حسن ) : صحيح أنا الكابتن ... جهزواا نفسكم ..
لقد تخطينا أسور الحجري ولم يحدث شيء ؟؟؟ لكن يا حسن .. لم يكمل ( عبدالله )
..إذ هبتّ رياح باردة جداً .. هزتهم !! فنطلقوا راكضين إلى المنزل الوحيد .. ؟؟
قرع (حسن ) الباب فانفتح على مصرعيه دخلن الفتيات أولاً ثم الصبية ونقلق الباب
بشدة خافت ( منى ) وأخذت تبكي .. أريد العودة إلى البيت ...قالت ( مي ) : لا يوجد
أحد هنا .. والمكان بارد !!! لماذا ؟؟؟؟ ظلت ( شهد ) صامته ...
تحير الجميع ؟؟؟ سأل ( أحمد ) ألم تلحظوا أن الجو أختلف حين تخطين السور ؟؟
قال ( حسن ) : ليس سوراً بل حجر مرصوص جنب بعضه من جسر واحد .. لكن
فعلاً البرودة شديدة هنا .. !! أشتعلت النار في التنور ؟؟؟؟؟ !!!!! كان الخوف
يحرك وجيب القلوب .. لم يكن الليهب حار وصرخن الفتيات رعباً.. حين ظهرت
عجوز شمطاء مخيفة .. تحمل كيس كرنكعوه ويدها الآخرى منجل ... و أخذت تغني
كرنكعوه كركاعوه .. وقطعت رأس ( حسن ) .. ووضعته في الكيس .. فقدت فتاتين
وعيهم من الخوف والثلاثة كانت تصرخ بهستيريا .. تطلب أمها ..
أقتربت منها العجوز وقالت لها : تردين أمك أنا هيا ضمتها إليها ولم تتركها إلا جثة
هامدة .. فقد سحبت منها الحياة .. فهى تتغذى على أرواح الفتيات الصغيرات ...
وتقتل الفتيان وتشرب دمائهم .. وكل سنة تفقد الأمهات أبنائهم وبناتهم بسبب هذه
الشمطاء الشريرة .. !!!!!!
عاد كل من ( حمد و ريم) إلى بيتهم سالمين ... و أخبروا والديهم أن البقية فضلوا
الذهاب إلى ذلك البيت .. علّى الشحوب وجه الأبوين .. فتصلوا بالأهالي الذين
أصابهم الخوف لتأخر أبنائهم في الخارج ...؟؟ !!!
وما أن سمعوا عن مكانهم حتى تجمعوا كلهم في بيت أبي ( حمد ) و معهم أسلحتم ..
النساء بقين مع بعضهن ، ومعضم الرجال من بينهم أبي ( حمد( و آباء المفقودين يذهبون لأرجاع الأطفال ....
والمجموعة الآخرى تبقى لحماية النساء في حالة تعرضهم لأي خطر ..
طلب والد حمد من زوجته أن لا تترك هاتفها فقد يجد شيء أو يطلب المساندة .
توكل على الله يا أبو ( حمد) ونعم بالله ..
أنطلقوا إلى البيت الرمادي ..... وصلوا ؟؟؟؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لقد كان المكان مصبوغ بالدماء ورؤوس الأطفال معلقة على الجدران الخارجية ..
لقد تأخروا ... الرعب !!! الصدمة ....!!! الألم !!! العذاب !!!!! تجمعت في قلوب
الآباء فأطلقوا هتاف .. خرجت العجوز كانت عينها تشع حقداً أحمر ومنجلها يستعد
لضحية آخرى ... فرفع أبو( حسن ) ( الفنر ) الفانوس أبتعدت خائفة من النار ..
أطلقوا النار لكنها كانت تختفي لتظهر من مكان ثاناً ..
قال أبو ( عبد الله ) : ليس لنا إلا النار .. وحين أشتمت رائحتها أخذت تصرخ ..
وتشد شعرها .. وتقول بصوت مرعب سوف تندمون ... وختفت ...
أخذنا ما بقايا الأطفال وكلن يبكي على هذه الأرواح الطاهرة ... كانت تنظر إليهم من
النافذة .. سكب بعض الكيروسين على المنزل و أحرقوه .. سمعوا صراخها وهى
تحترق مع مقبرتها التي حوت جثث الكثير من الأطفال ..
ولن تزول عبراتهم و حسراتهم على أبنائهم أبداً .....
ونهاية قصة ذلك البيت .. ( البيت الرمادي ) ..
من تأليفي